ومن فرسانهم في الجاهلية: الزُّبير بن عَوسَجة. والعَوسج: ضربٌ من الشَّجر له شوكٌ.
ومنهم: البَلْتَع الذي هجاهُ جريرٌ، واسمُه المستنير. والبَلْتع: المتفيهق المتشدِّق في كلامه. ومُستَنِير مُستفعِلٌ من النُّور، كان الأصلَ مُسْتَنْيِرٌ، فألقَوا كسرةَ الياء على النُّون فسكنت الياءُ وانكسرت النون. وكذلك يفعلون في نظائره.
ومن رجالهم: المُجْفِر. وإنَّما سمِّي المجفر لأنَّه كان يقود ظعينةً فلقيَه رجلانِ، فقال أحدهما لصاحبه: إنَّ هذا خَضِرٌ قد جفَّت يداه، ولو حملتَ عليه لأخذتَ الظَّعينة! فحمل عليه فقال: خلِّ الظعينة وأنا المغتلم! فحمل عليه فطعَنه فقال: خذها وأنا المُجْفِر! أي الذي قد ذهبَتْ شهوتُه. فرجع المطعون إلى صاحبه وقال:" كَلاً زعَمت أنَّه خَصِر! "، فذهبت مثلاً.
واسمُ المجفر: خَلفٌ. فولد خلَفٌ الخَشِخاشَ وأدرك الإسلامَ، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم. وله حديث. واشتقاق الخشخاش من الخِفّة والسُّرعة. وللخَشخاش عقبٌ بالبصرةِ لهم الأقدار، وقد ولي القضاء منهم جمعة، منهم: مُعاذ بن معاذٍ، وغيرُه من أهل النَّباهة والعِلم.