ما له غير عزمه من دليل ...*... يتوخى به الهدى في المرور
قل لمن ظل في الجزائر يبكي ...*... عصرها المستنير بين العصور
لا تكن ذاهبا إلى اليأس منها ...*... كل ميت مفاجأ بالنشور
جد جد الإسلام في كل أرض ...*... وانجلى عن بنيه داء الفتور
هذه مصر توسع الشرق نصحا ...*... بنداء كأنه نفخ صور
وبنو الشرق منصتون وعاة ...*... مستجيبون في رضى وحبور
مذهب من مذاهب الخير يفشو ...*... في حماهم مستأصلا للشرور
قد تخطوا رغم العراقيل فيه ...*... خطوات لم تتصف بالقصور
والكريم الكريم من مد جسرا ...*... للبواقي واحتثهم للعبور
إنما هذه الحياة مجال ...*... لاكتساب العلى وذخر الأجور
ليس فيها من بعد هذا وهذا ...*... من متاع سوى متاع الغرور
يا بني الشرق عصمة بالتآخي ...*... فالتآخي مذبة للنفور
حكموا الدين في الطوائف وابنوا ...*... دوركم بالرجال لا بالصخور
ودعونا من التشاؤم وامضوا ...*... في المساعي بغبطة وسرور
أفمهما التوى على الحر أمر ...*... قام يدعو بالويل أو بالثبور؟؟
أو مهما أتى على الحرطاري ...*... طار عقلا وضاق بالمقدور؟
يحدق الشوك بالزهور ولكن ...*... هل يكف الأكف شوك الزهور؟
فليجاهد في الحق كل محق ...*... وليدافع بالصبر كل صبور
يا بني الشرق زاولوا العلم حيا ...*... ودعونا من نبش ما في القبور
لا تخافوا العثار في البحث وامضوا ...*... قد يكون العثار باب العثور
فبنوا الغرب أشرفوا في التفادي ...*... للمبادئ فأشرفوا كالطيور