[نحن أبدا مع الأبرار]
لأرباب القلوب عهود صدق ...*... وأقوال تصدقها الفعال
على القلب السليم بنوا وشادوا ...*... لهم ملكا وبالملكوت جالوا
وبالظن الجميل جنوا ثمارا ...*... زكيات بها زكت الخلال
رضوا أبدا بقسم الله حظا ...*... وهل في قسمه إلا الكمال
على السراء شكران وحمد ...*... وفي الضراء صبر واحتمال
فليس لهم على القدر انتقاد ...*... وليس لهم على العمل اتكال
جمال الله أذهلهم فهاموا ...*... وادهش بالهم منه الجلال
فما سكنوا إلى الدنيا قلوبا ...*... وما ركنوا لزخرفها ومالوا
وبالهمم الكبار غدوا كبارا ...*... لسطوة بأسهم يعنو الرجال
ترى الأحوال حائلة عليهم ...*... وليس يغرهم بالله حال
وتشتد الزوابع عاصفات ...*... بما عصفت به وهم الجبال
لذاك أعزهم ابدا بعز ...*... رفيع لا يحوم به انخذال
وكيف يذوق طعم الذل قوم ...*... لهم عز به ولهم دلال
اذا ابصرتهم أبصرت قوما ...*... عليهم من ههابته ظلال
فكن أبدا مع الأبرار واجنح ...*... لهدي إمامهم فهو مثال
رسول سن سنته طريقا ...*... معبدة يتاح بها الوصال
ولا يفتنك بالدنيا هواها ...*... زخرفها فأكثره ضلال
وكيف تريد في الدنيا خلودا ...*... وعن قرب تسير بك الرحال
دع الدنيا وزخرفها وعرج ...*... إلى الأخرى هوى فهي المآل