للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[بين أميرين]

"أمير الكتاب وأمير الشعراء"

أمير شعراء الجزائر وأمير كتابها، نشرت في مجلة الشهاب في أكتوبر سنة ١٩٣٧م مع هذا التعليق:

هذه درة من درر شاعرنا ألقاها بحر شعوره الفياض بمناسبة حادثة السيارة التي كادت تؤدي بحياة الأخ الأستاذ محمد البشير الإبراهيمي وسلمه الله منها.

ــ

فر منك الموت يخزى بالملامه ...*... وتخطاك فأبشر بالسلامه

خاب كيد الموت فيما حاكه ...*... لك لم يغنم به غير الندامه

لم يطق وضعك في قبضته ...*... إنه ألفاك كالطود أمامه

جلتما حتى اذا أعييتما ...*... قمت كالليث وولى كالنعامه

هكذا الحظ يواتي ربه ...*... هكلذا النصر يوافي والكرامه

ايها الحاكي ابا شبرمة (١) ...*... اذ رماه الدهر بالضر ورامه

ليتني جئت كيحي عائدا ...*... ناذرا عتق غلام وغلامه

حبس العذر صديقا موفيا ...*... لك يخفي مثلما يبدي احترامه

نزل الخطب عنيفا فادحا ...*... فاجعا لكن أبى الله دوامه

لم يطل دهرك في تقطيبه ...*... إنه سرعان ما أبدى ابتسامه

اكبر الحادث نفسا حرة ...*... منك اذاها فلم تجزع قلامه


(١) إشارة إلى ما حكاه لبن قتيبة في الجزء الثالث من عيون الأخبار .. أن القاض أبا شبرمة سقط عن دابته فوثئت رجله فدخل عليه بحيي بن نوفل وانشده أبياتا من الشعر.

<<  <   >  >>