للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[يا قوم هبوا]

زار شاعرنا مدينة قسنطينة، منبع الحركات العلمية والوطنية، فأقام له تلامذته حفلا عبروا به عن تقديرهم لأستاذهم، وألقى فيه هذه القصيدة الوطنية. وفيها كعادته نصائح عالية، وإرشادات حكيمة، ووصف لمدينة قسنطينة، وتشريح للداء والدواء.

نشرت في جريدة المنار سنة ١٩٥٠.

ــ

حثوا العزائم واصدقوا الامالا ...*... إن الزمان يسجل الأعمالا

يحصي ويكتب في صحائف سفره ...*... أعمالنا ويذيعها أقوالا

وشهادة التاريخ أوثق حجة ...*... تجلو الأمور وتكشف الأحوالا

فتدارسوا التاريخ والتمسوا به ...*... للنشء رمزا عاليا ومثالا

إن الزمان بكم أهاب مؤذنا ...*... في فجر نهضتكم ففاق بلالا

يا قوم هبوا لاغتنام حياتكم ...*... فالعمر ساعات مر عجالا

الأسر طال بكم فطال عناؤكم ...*... فكوا القيود وحطموا الأغلالا

والشعب ضج من المظالم فانشدوا ...*... حرية تحميه واستقلالا

لا أمن الا في ظلال مرفرف ...*... حر لنا عال ينير هلالا

من فوق جند بالعتيد من القوى ...*... يلقى العدو ويصمد استبسالا

واذا أراد الشعب نال مراده ...*... ولو انه كالنجم عز منالا

الله في عون الشعوب فمن يرم ...*... تعويقها بالقمع رام محالا

هل للقسنطيني من تاريخه ...*... قبس به يستكشف الأجيالا

ويرى به نسج الأوائل قبله ...*... في الصالحات فيتبع المنوالا

<<  <   >  >>