سل معي (الذرات) عن أحداثها ...*... في غد واستكشف السر البهيما
تجد الهول فظيعا فوق ما ...*... تصف الألسن والخطب جسيما
كل ضوء سوف يخبو حمما ...*... كل صرح سوف يندك رميما
كل ما كان ولودا منتجا ...*... سوف يغدو فاقد النسل عقيما
وترى في الأرض قحطا شاملا ...*... وعذابا ينشر الرعب أليما
وترى سوطا عليها نازلا ...*... يوجع السيد ضربا والخديما
وترى السلطان فيها جائرا ...*... فوق ما أبدى من الجور ذميما
(كاهن الحي) (١) أفدنا عن يد ...*... ظلمت هل تجد الظلم وخيما
ومتى تحصد ما قد زرعت ...*... وتجازى عن أذى أمسى عميما
شم لنا في الجو برقا جامعا ...*... شملنا إنك أهل أن تشيما
ناجنا من فيك بالسجع الذي ...*... طالما نسقته درا نظيما
(كاهن الحي) سل الأنجم عن ...*... (كاهن الشعر) فقد بات سقيما
ساء في التمدين رأيا فغدا ...*... لا يرى إنسانه خلقا كريما
قتل الإنسان لا يرضى اذا ...*... أوتي القوة إلا أن يضيما
فهو في الهيجاء مثل الوحش لا ...*... راحم طفلا ولا راع حريما
شكت الأرض الى خالقها ...*... من كريم فوقها صار لئيما
أوقد الفتنه في أقطارها ...*... وأبى الهدنة فيها أن تقيما
رب رحماك بنا لا تشقنا ...*... فلقد كنت بنا ربا رحيما
أنزل الرشد على الخلق فقد ...*... أخطأ الخلق الصراط المستقيما
(١) يخاطب الشاعر بهذا البيت والأبيات بعده الأستاذ الرئيس محمد البشير الإبراهيمي وكان قبل ذلك ينشر كلماته الشهيرة بعنوان (سجع الكهان) وبإمضاء "كاهن الحي" ويعني بـ (كاهن الشعر) نفسه.