[إلى روح شوقي]
نشرت بمجلة (الشهاب) ج ١ م ٩ غرة رمضان ١٣٥١ جانفي ١٩٣٣.
ــ
عجبا للدار، كيف تدور؟ ...*... نكب الشعر بها والشعور
ذهب الشعر بها حسرات ...*... وعرته وحشة ونفور
فقد الشعر من الشرق شمسا ...*... لم يزل منها على الشرق نور
فقد الشعر من الشرق سرحا ...*... طالما غنت عليه الطيور
فقد الشعر أبا الشعر (شوقي) ...*... فطغا الويل به والثبور
فمساري الهم منه غواض ...*... ومجاري الدمع منه بحور
أي بلوى مضة الوقع فيها ...*... وهن الجلد وطاش الصبور
أيها الباكي بمأتم (شوقي) ...*... أرأيت النجم كيف يغور
أرأيت الصبح كيف يولى ...*... أرأيت الأرض كيف تمور
قم فعز الشعر بالشعر فيه ...*... فأيادي الشعر منه وفور
قف نودع راحلا لم يودع ...*... عذره أن المقام غرور
لا تخل أنا بظل حياة ...*... نحن موتى والقصور قبور
حاطنا دون الحياة محيط ...*... وعلى جسر الممات العبور
يا أمير الشعر عفوا فإنا ...*... قعد العي بنا والقصور
إن خلف البحر دور ائتناس ...*... دب فيها الحزن فهي ديور
رددت وقع الأنين الزوايا ...*... وتحلت بالسواد الستور