كأنما أنت لم تستثن من أجل ...*... جابي المغارم لم يستثن ديارا
يا شاعرا حن بالفصحى ورن مدى ...*... كالطير زقزقة والعود أوتارا
عربت في مصر شمسا وارتجحت بها ...*... ركنا وصوحت في إكليلها غارا
أبعد ما كنت صدرا في محافلها ...*... وسدت أتربة فيها وأحجارا؟
نآى بك الموت عن اشهادها فدهى ...*... منهم قلوبا وأسماعا وأبصارا
طواك سفرا على الأخبار محتويا ...*... وبث نعيك في الآفاق أخبارا
أجلاك عن دار كتب كنت ناظرها ...*... وجارها فأراع الدار والجارا
قد عاود (البؤساء) اليوم بؤسهم ...*... فمن يواسيهم عطفا وإيثارا؟
ولم يتح (لسطيح) النيل راوية ...*... عدل كمثلك يروي عنه أسرارا
يا راحلا ونوادي الشرق تندبه ...*... ولهى وترفعه كالشمس مقدارا
بالله ما حال فكر كان غادية ...*... في فيضة ولسان كان قيثارا؟
وأين منه قريض صاغه نغما ...*... فهز مصرا به بل هز أمصارا؟
وأين عهدك بالدار التي عهدت ...*... منك المعري بالشكوى وبشارا؟
وكيف حالك في دار نزلت بها ...*... ضيفا عساك بها للخلد مختارا؟
عزاء مصر عزاء الشرق في ملك ...*... ساس القريض فما استخذى ولا خارا
أقام مأتمه الدنيا وأقعدها ...*... ودام فيها عشيات وأبكارا
وفي الجزائر من وجد بمأتمه ...*... هول عليها طغى كالموج تيارا
وابن الجزائر بابن الشوق مرتبط ...*... وإن أحاطت به الأشواك أسوارا
يا رحمة الله هبي نفحة وهمي ...*... غيثا على حافظ في القبر مدرارا
في ذمة الله لا أنساه ثانية ...*... حسبي بحبي له عهدا وتذكارا