[منظر تاعس ناعس]
نظمها الشاعر في مشهد من مشاهد البؤس الكثيرة في الجزائر وقد رأى بعيني رأسه هذا البؤس الذي وصفه في هذه القصيدة.
ــ
بدا لعيني تاعس ناعس ...*... على الثرى في الصبح بالي الثياب
جاث على الرجلين جاني الحشى ...*... والظهر هاوي الجسم ذاوي الشباب
فهاج من حزني ومن لوعتي ...*... كما يهيج النار عود الثقاب
ورحت من شعر إلى عبرة ...*... والشعر والعبرة جهد المصاب
وقمت أدعوه على رأسه ...*... لعلني أحظى ببعض الجواب
يا أيها الأوي إلى حفرة ...*... فى سفح طود عند ملقى الشعاب
يا أيها الهاوي على وجهه ...*... تحت أديم الجو فوق التراب
يا أيها الملتم في طمره ...*... كالقنفذ انهالت عليه الكلاب
هون من الغم عليك فما أحسـ ...*... ـب إلا منه هذا الضباب
أنومك الآن خدل لنا ...*... أم لك أم أنك صلب الإهاب؟
لا تفعل الأحجار ما نمت في ...*... جنبك والأحجار صم صلاب
هل أنت إلا بشر مثلنا ...*... أم أنت جن زال عنك الحجاب
لا بل فقير لم تجد رحمة ...*... عند ذوي (الفيلات) ذات القباب
بطونهم ملأى وأكياسهم ...*... وأنت خاوي البطن خالي الوطاب
ونومهم طاب وإحساسهم ...*... وأنت مرتاع بقفر يباب
طواك عسف الدهر في حفرة ...*... بجانب الطود كطي الكتاب