للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقمت فيها سائر اليوم في ...*... ضنى وفقر وعنا واكتئاب

حتى إذا آن أوان الكرى ...*... وصار جنح الليل مثل الغراب

غضضت من عينيك مستغفيا ...*... والسهد في عينيك قطر (١) مذاب

وملت مثل القوس موتورة ...*... بنبلها مشهورة للضراب

منكس العنق إلى الأرض من ...*... همك والهم مذل الرقاب

كأنما ليلك عيش امرىء ...*... منذر قوم ما لهم من متاب

كأنما عينك في سهدها ...*... عين علينا راصد كل باب

شاهدت من شخصك ما راعني ...*... ونالني منه أسى واضطراب

أبعد ما روعتني مصبحا ...*... يلذ لي الطعم ويحلو الشراب

أقسمت ما في العيش من راحة ...*... سوى منى خلابة كالسراب

والناس ويح الناس في وقفة ...*... أو جيئة حول المنى أو ذهاب

والنفس فيهم حكمت فهي لا ...*... تفتأ تدعوهم إلى كل عاب

أما إذا أمعنت في مكرهم ...*... فإنه والله شيء عجاب

مكر يحاكي الصدق في وضعه ...*... وباطل منهم يحاكي الصواب

لولا الهدى من بعض أهل الهدى ...*... أقسمت ما في الناس إلا الذئاب

هل آن لي الظعن فقد ضاق بي ...*... مكثي على رغمي بهذا اليباب؟

كيف يطيب العيش في معشر ...*... شدوا عن المسكين فضل النصاب؟

كأنهم ليس لهم ذمة ...*... وليس فيهم مؤمن بالحساب

يا أيها المثرون هبوا إلى ...*... إسعاف أهل الفقر فالفقر ناب

ونال من إخوانكم واحتوى ...*... عليهم والفقر أس الخراب


(١) القطر: النحاس الذائب.

<<  <   >  >>