[بين الشك والتشكي]
نشرت بمجلة (الشهاب) ج: ٨ و ٩ - غرة ربيع الأول ١٣٥٢هـ جوليت ١٩٣٣م
ــ
هل للحقائق في الحياة وجود ...*... كادت على عقلي الشكوك تسود
ما في الحياة حقيقة محدودة ...*... إلا اصطلاحات بها وقيود
تدعو إلى العرفان وهي جهالة ...*... وتشيد بالإيمان وهي جحود
مثل الدفوف على المسامع رنة ...*... خلابة، وعلى الأكف جلود
أو كلما أو شكت أجلو مبحثا ...*... ضربت عليه من الشكوك سدود
لا ريب سر الكون وهو لطيفة ...*... لا يحتويه اللفظ وهو جمود
دنيا على الأعمى التوت أوعارها ...*... من يرشد الأعمى بها ويقود؟
ظلمات أمك يا جنين كثيفة ...*... شتى وأمك يا جنين ولود
صبرا على ليل الحياة وطوله ...*... حتى يشق من الصباح عمود
من مات لا ريب استهل فلا تخف ...*... الموت دنيا واللحود مهود
يا موت خولت ابن آدم راحة ...*... ما بعد جودك لابن آدم جود
في القبر نزل طيب وكرامة ...*... كبرى وظل وارف ممدود
والناس أطهر في القبورجبلة ...*... ولو انهم رمم هناك ودود
كم قدروا فوق التراب خلودهم ...*... طمعا وما فوق التراب خلود
ملكاتهم هلكاتهتم. وهباتهم ...*... هباتهم بالعقل وهو مؤود
ضاق الرعاة السائسون بعقل من ...*... في طبعه مثل البعير ندود
لا تعث ويحك يا ابن آدم مفسدا ...*... إن الحياة محارم وحدود
تدرى إلى من أنت فيها كادح؟ ...*... أم أنت فيها للإله كنود؟
السعي أروى للنفوس، فقل لمن ...*... ورد المنى أعلى السراب ورود؟