والسعي شتى فالعباد جهودهم ...*... كجلودهم بيض تبين وسود
ويحي على قلبي دهته قوارع ...*... وعدته دنيا نضرة وسعود
لا تركنن إلى السعود فطبعها ...*... كالغانيات تبرم وصدود
كم فاقد فردوسه متحسر ...*... وشبابه فردوسه المفقود
ذوت الخمائل من صباه وصوحت ...*... لم ينج من تلك الخمائل عود
يا دهر عاجلت الصبا بالقطف لم ...*... يزهر، ولم يثمر به عنقود
لا تنكر الدعوى علي معارضا ...*... رأسي عليك وعارضاي شهود
فكأن هذا الهم منك جهنم ...*... وكأن هذا الشيب منك وقود
أسفى على مسعاي في ظل الصبا ...*... أيام لم تنهك قواي جهود
أيام أرتشف المنى معسولة ...*... وأميس في الرغبات وهي برود
الحظ واف والغريزة خصبة ...*... والعيش صاف والزمان ودود
فعليك يا عهد الشباب تحية ...*... فيحاء ما تلت العهود عهود
في الكأس فضل منك فيه لذاذة ...*... وتعلة ما زلت عنه أذود
ما كنت أوثر أن أذود يد الأذى ...*... لولا مطامح للعلا وقصود
وأمانة لله قمت بحملها ...*... جسمي بها متحطم مهدود
وأثارة عظمى وكنز خالد ...*... ومحلة غيداء حين أرود
وطني الذي هموا به ودليله ...*... كدليل يوسف ثوبه المقدود
لا يأمنوا صب العذاب عليهمو ...*... فرعون أعتى منهم وثمود
آليت ما للحادثات مبارز ...*... إلا على أعقابه مردود
يا قلب مالك لا تعتم خافقا ...*... يا طرف مالك بالدموع تجود
الله أوفى الواعدين وكم خلت ...*... منه بنصر الصابرين وعود
فلعل أيام المشائم تنتهي ...*... ولعل أيام السعود تعود