[وداع الحجاج]
نشرت في العدد ٥٣ من جريدة البصائر سنة ١٩٤٨.
ــ
شيعوا بالقلوب وفد العتيق (١) ...*... واذرفوا الدمع من دم كالعقيق
هذه وقفة الوداع لركب ...*... خلقي بكل أجر خليق
قاصد بيت ربه مستجير ...*... بحماه من كل كرب وضيق
عظم الكعبة الحرام ففيها ...*... كل معنى من الكمال عريق
حرم حجه النبيون قبلا ...*... والبرايا من كل فج عميق
حيث نادى له الخليل نداء ...*... واضح الحق واجب التصديق
فأجب إن تكن مطيقا وذب شو ...*... قا إليه إن كنت غير مطيق
وأرق مدمع الاسى رب عطف ...*... جره مدمع الاسى للمريق
حبذا منظر الحجيج تنادوا ...*... في زفير لحجهم وشهيق
وطووا جانبا من الكون رحبا ...*... يتبارون خشية التعويق
تركوا الأهل والبنين وساحوا ...*... فيه كالطير في الفضاء الطليق
كلهم إخوة أشقاء يسعو ...*... ن شقيقا مساعدا لشقيق
أيها الراحلون شوقتم القلـ ...*... ـب لما لا ينال بالتشويق
غاية دونها ركوب مطايا ...*... ذات مخر في السير أو تحليق
واحتمال لكل مضن من الجهـ ...*... ـد وطي لكل بعد سحيق
إننا أصدقاؤكم فاذكرونا ...*... فمن الواجبات ذكر الصديق
(١) (العتيق) القديم، وهو صفة لموصوف محذوف، يقصد البيت العتيق.