[هيجت وجدي]
هذه القصيدة نشرت في العدد (٢٠) من جريدة البصائر سنة ١٩٤٨م وهو جواب عن رسالة شعرية وجهها إليه الشاعر الجزائري الشيخ أحمد سحنون.
ــ
ناحت عليك سواجع الاطيار ...*... مذ أسكتتك فواجع الأغيار
وتساءل الاصحاب عنك فكلهم ...*... متطلعون لأصدق الأخبار
من لي بإقناع الرفاق فإنهم ...*... لم يقنعوا بقواطع الأعذار؟
لم يبق لي في الشعر غير بضاعة ...*... قد لا تروج بمعرض الأفكار
هيجت وجدى يا حمام بنغمة ...*... علوية اللهوات والأوتار
هب لي هوى كهوى الشبيبة يانعا ...*... أقضي به ما رمت من اوطار
ولي عن الصبوات عزمي مدبرا ...*... ونبا عن الندوات والأشعار
وعدلت متئد الخطى عن رحلة ...*... في طيها استهدفت للأخطار
وفقدت فيها المسعفين فلم اجد ...*... سلوى سوى التسليم للأقدار
وجنحت للحرم الذي فارقته ...*... زمنا جنوح الطير للأوكار
فاهتف بلحنك يا حمام ونل به ...*... ما ناله داوود بالمزمار
وابلغ به ما انت اهل بلوغه ...*... من فتنة الأسماع والأبصار
مهما شدوت أملت أغصان النقا ...*... وأجبت بالتصفيق في الأنهار
وهفت لك الاكباد في أحشائها ...*... مشدوهة من لحنك السحار
في روضك المعطار كون منصت ...*... فانشر صداك بروضك المعطار