نشرت بمجلة الشهاب ج (٥) م (١١) سنة ١٩٣٦م وعليها هذا التعليق:
ألقى هذه القصيدة البليغة شاعر الشباب الأستاذ محمد العيد في الحفلة التي أقامها نادي الترقي لجمعية العلماء بمناسبة ما قرره مجلس إدارتها من خروج وفودها للوعظ والإرشاد في نواحي القطر وقد كان أول مجلس افتتح للوعظ والإرشاد مساء الجمعة الأخيرة من ربيع (١) بنادي الترقي وافتتحه رئيس الجمعية عبد الحميد بن باديس بالتذكير بقوله تعالى: (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا) ثم تلاه الأستاذ العربي التبسي، ثم الأستاذ الطيب العقبي.
ــ
أقم ما شئت في دعة ورزق ...*... فإنك قد حللت محل صدق
تصاخ إليك آذان لسمع ...*... وترجع فيك أبصار لرمق
وتكرم حول مائدة عليها ...*... يرف الحسن من خلق وخلق
رأيت بك الوجوه تحف بشرا ...*... بها وتصف طلقا عند طلق
يطوف عليك شبان بشتى ...*... من الألوان في أدب وحذق
وجاءوا بالفناجن مترعات ...*... ببنت البن ما جاءوا بمذق
أقم يا وفد ضيف ندى ورفد ...*... وسر يا ضيف وفد هدى ورفق
براك الله للذكرى حساما ...*... وهل يبقى حسام دون مشق؟
فبشر بالهدى في الأرض بشر ...*... وطف جنباتها غربا لشرق
ومن رزق الهدى لم يخش شيئا ...*... فليس لغير خالقه برق
ألست ترى نفوس القوم حيرى ...*... وتأبى الرشد من سفه وحمق؟؟
ألست ترى سلوك القوم فوضى ...*... من الإخلال يفقد كل نسق؟