[يا دار]
قصيدة نظمها الشاعر حوالي سنة ١٩٢٥م
ــ
بيض وسود وأخيار وأشرار ...*... كم تحتوين على الأضداد يا دار!
العرش والفرش والأحداث بينهما ...*... خير وشر فإقلال وإكثار
والليل والصبح والإنسان عندهما ...*... نعسان مستيقظ والماء والنار
والأنجم الزهر: هذا النجم مرتفع ...*... زاهي الضياء وهذا النجم منهار
تبدو على الأفق أشتاتا ويجمعها ...*... في سيرها فلك في الأفق دوار
قد قيل في كوكب المريخ أبنية ...*... مشيدات وجنات وأنهار
وقيل في البحر آكام وأودية ...*... كما على البر أنجاد وأغوار
أتى على الميز حين وهو منتشر ...*... فاش إلى أن تأتت منه اضرار
كم ذا أرى المثل دون المثل محتفلا ...*... به لتقضى به حاج وأوطار؟
إن كان للميز مقدار يحد به ...*... فإن أحداثنا للميز مقدار
ما المسك والقار الا مائع لزج ...*... أحوى فكيف تنافى المسك والقار؟!
وكيف صحت من الانسان تفرقة ...*... بين الحصا واللئالي وهي أحجار؟!
يا دار هل فيك من هاد ليرشدني ...*... فإنني مستريب فيك محتار
همي تقسم أشطارا ولن تجدى ...*... من همه مثل همي فيك أشطار
يعروه خفض ورفع في تنقله ...*... كأنه كلا يذروه إعصار
(أعمى المعرة) أهدى فيك تبصرة ...*... لو لم تشط به في الدين أنظار
قد كان عنك مشيحا وجه همته ...*... حرا وقدما تجافت عنك أخرار