عساه رأى خيرا لهم فأقلهم ...*... لذاك، وأي الخير فارقه الشر
فقد صح أن الخير ما زال جاريا ...*... على أرضه منهم ولو أنه نزر
وقامت عليه اليوم للعلم دعوة ...*... تطوف بها للنشر طائفة غر
تسير على القرآن فهو لها هدى ...*... وتعتز بالإيمان فهو لها ذخر
على أن هذا البر ما كان ساكنا ...*... لما فيه من نكر وإن عمه النكر
فكم ثار بركان وخرت بناية وأطبق زلزال به وطغى نهر
نداء احتجاج منه للخلق بالغ ...*... يعاد على الاستماع لكن بها وقر
ومنذر سوء بالحقيقة صادع ...*... ينادى على الإنسان قد غلب الخسر
حوادث تستدعى من الفكر لفتة ...*... إليها فيستعصى لدعوتها الفكر
ويخبط في بحر من الوهم تائها ...*... يغوص، وبحر الوهم ليس له قعر
فيمكث بين البؤس واليأس حائرا ...*... كمستعصم بالسحر قد خانه السحر
ومستنكر نطق الجمادات قال لي ...*... رويت حديثا لم يعد مثله الدهر
يخالف إجماع الورى ولعله ...*... إليك من العقل الخيالي منجر
فما حركات البر ألا تصادم ...*... بماء ونار منهما البرد والحر
وما حركات البحر ألا تماوج ...*... على سطحه يقضى به المد والجزر
فصدقته فيها وقلت له اخترق ...*... ظواهرها بالرأي يظهر لك السر
وأرع لسان الحال سمعك منصتا ...*... فإن لسان الحال يعوزه الجهر
هناك ترى ما لم تكن قبل رائيا ...*... وتسمع ما للعقل في ذكره ذكر
بواهر آيات من الغيب فصلت ...*... على الكون لم يجمع حقائقها سفر
مجددة بالكون في كل لحظة ...*... فماذا عسى تحصى اليراعة والحبر
تعاصى على الأفواه نشر عظاتها ...*... على أمم الدنيا فمنها لها النشر
برئت من الإيغال في العد راجعا ...*... إلى الله مشدوها يحيط بي الذعر
ألا إن هذا الكون أصدق شاهد ...*... بأن كمال الله ليس له حصر