إذا كنتم يا قوم بالحق قادة ...*... فأدلوا ببرهان بليه كما أدلى
تنحلتم يا قوم فعل محمد ...*... وما فيكم من كان يشبهه فعلا
وحملتم يا قوم هدي محمد ...*... من الزيغ أقوالا ينوء بها حملا
فصورتم الإسلام كالليل قاتما ...*... من الزيغ والإسلام كالصبح أو أجلى
فوا عظم صبري أين عهد محمد ...*... تراه يتيح الله رجعته أم لا؟
ووا عظم صبري أين عهد صحابة ...*... أقاموا هدى القرآن بينهم فصلا
تعال (أبا حفص) تر العدل ذاهبا ...*... كما شاعت الدنيا تر الظلم محتلا
تر الغي مرفوع المعالم محكما ...*... تر الرشد مدفوع المعالم مختلا
تغيرت الآثار بعدك وانطوت ...*... رسوم الهدى واخلولق الدين أن يبلى
وجاء على الإسلام بعدك معشر ...*... تعدوا حمى الإسلام وافترقوا سبلا
فلم يحفظوا لله حصنا ولا حمى ...*... ولم يرقبوا في الله عهدا ولا إلا
غرار لهم في الحق دعوى عريضة ...*... وإن سمعوا الحق استخفوا به جهلا
فهل كان دين الحق دين جهالة؟ ...*... وهل كان أهلوه زعانفة غفلا؟
فدم يا "ابن باديس " كما كنت راشدا ...*... فإني رأيت الرشد يستأصل الدجلا
وخذ بيمين الحق تعل عليهم ...*... فإني رأيت الحق يعلو ولا يعلى
وإن تك قد مستك منهم بلية ...*... لذلك فالداعي جدير بأن يبلى
حنانيك لا تأخذ بها الشعب إنها ...*... جناية أفراد ذوي همم سفلى
ولا تأس فالتاريخ- يا شيخ- حافظ ...*... لأعمالك الكبرى وآمالك الجلى
سيتلو على الأجيال شكرك مؤمئا ...*... إليك وأنباء الورى سور تتلى!
(١) هذه القصيدة تسجل قصة الإعتداء الشنيع المدبر على حياة الأستاذ الإمام الشيخ عبد الحميد ابن باديس بمدينة قسنطينة، وخلاصة القصة: ان "مريدا" من مريدي طريقة صوفية معروفة، اعترض سبيل الأستاذ الإمام ليلا، فانقض عليه بالعصا ثم جرد خنجرا أراد أن يأتي به على حياة الشيخ، ولكن الشيخ استطاع- بإرادة الله وقوته- أن يأخذ بتلابيب المعتدي ويديه، ويحول درنه وبين تنفيذ الجريمة التي انتدب إليها، إلى أن وصل بعض المارة فأنقذوا الشيخ وسلموا المعتدي للسلطات ثم عفى عنه الشيخ وأعلن عفوه عنه أمام مسئولي العدالة آنذاك.