يا قائد العرب الذي عن فتحهم ...*... ورث الممالك كابرا عن كابر
إن الجزائر رحبت بك واحتفت ...*... وأتتك في جمهورها المتباشر
حفت إليك جموعها محشورة ...*... ما غير فرحتها لها من حاشر
إن الجزائر بوأتك بأرضها ...*... أكباد أحرار بها وحرائر
ضحكت حدائقها إليك بزهرها ...*... وثمارها ضحك الحبيب السافر
واهتز شاطئ بحرها لك عازفا ...*... ومصفقا بهدير موج زاخر
وعنت شواهقها لمجدك خشعا ...*... ورنت إليك بكل شوق ظافر
وتكلم (الأوراس) عنها خاطبا ...*... ود (المقطم) باللسان الشاكر
واستقبلتك سهولها وحقولها ...*... وربيعها الزاهي بحسن مناظر
وبدت لك الصحراء في فردوسها ...*... من باطن تؤتي الغلال وظاهر
طابت ظلال نخيلها لنزيلها ...*... واعذوذبت أعذاقها للتامر
فترى النخيل بأرضها مجلودة ...*... مثل العرائس سادلات ضفائر
والحافلات بطرقها تطوي الفلا ...*... طيا كغزلان بها وجآذر
والطائرات تحوم في أجوائها ...*... كطيورها من وادع أو كاسر
والنفط في قنواتها يجري كما ...*... تجري الجداول عب غيث هامر
فاليوم نجني من خصائص أرضنا ...*... ما عز من غلل بها وذخائر
إن الجزائر قد تساوى كل من ...*... في حكمها من عامل أو تاجر
واستثمر الفلاح كد يمينه ...*... فنجا به من كل فقر فاقر
وأزال حكم الشعب كل معمر ...*... غصب البلاد ومستغل فاجر
ففقيره كغنيه وضعيفه ...*... كقويه وكفيفه كالباصر
كم من بنين من التشرد أنقذوا ...*... كم من بواد شيدت كحواضر