شبوا على حب الرسول فجلهم ...*... بجماله وجلاله هيمان
حفلات ذكراه السعيدة عندهم ...*... سوق بضاعتهم بها الاحسان
فإلى الموائد تبسط الأيدي بها ...*... وإلى القصائد ترهف الاذان
كم موسرأعطى بها متشكرا ...*... ما لا يكاد يحده الحسبان
أو شاعر هز المشاعر منشدا ...*... مدح الرسول كانه حسان
هل كان كالسودان شعب صالح ...*... فيه استقام الشيب والشبان
أنسابهم كالشهب تلمع في الدجى ...*... فبها إليهم يهتدي الحيران
كم فيه من بيت نماه محمد ...*... أوعمه العباس أو قحطان
أنى لنا أن نستقل جهاده ...*... وقد استقل فحسبه البرهان
أم كيف ننسى فيه أعظم ثورة ...*... اثارها لم تمحها الأزمان
ما كاد حاكمه يسوء حكومة ...*... ويسود فيه الجور والطغيان
حتى بدا (المهدي) يعلن دعوة ...*... في (كردفان) قوامها الإيمان
طلعت طلوع الفجر يجلو نورها ...*... سجف الدجى فاستيقظ الوسنان
لما رماها (الأنكليز) بكيده ...*... طافت عليه كأنها طوفان
وتمخض السودان عن عهد نما ...*... فيه الحجى وتدفق العرفان
وحضارة في قلب (إفريقية) ...*... دهشت لها في (لندن) البيضان
شاد الشيوح به المدارس مثلما ...*... أم المعاهد نشؤه الفتيان
وتقدمت فيه التجارة وأرتقت ...*... فيه الصناعة وازدهى العمران
فإذا الصحاري جنة مخضرة ...*... غناء فيها الروح والريحان
بالأمس نال الزبر من أفنانها ...*... واليوم أتت أكلها الأفنان
ما أمة السودان إلا أمة ...*... عربية وكتابها القرآن