للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شبوا على حب الرسول فجلهم ...*... بجماله وجلاله هيمان

حفلات ذكراه السعيدة عندهم ...*... سوق بضاعتهم بها الاحسان

فإلى الموائد تبسط الأيدي بها ...*... وإلى القصائد ترهف الاذان

كم موسرأعطى بها متشكرا ...*... ما لا يكاد يحده الحسبان

أو شاعر هز المشاعر منشدا ...*... مدح الرسول كانه حسان

هل كان كالسودان شعب صالح ...*... فيه استقام الشيب والشبان

أنسابهم كالشهب تلمع في الدجى ...*... فبها إليهم يهتدي الحيران

كم فيه من بيت نماه محمد ...*... أوعمه العباس أو قحطان

أنى لنا أن نستقل جهاده ...*... وقد استقل فحسبه البرهان

أم كيف ننسى فيه أعظم ثورة ...*... اثارها لم تمحها الأزمان

ما كاد حاكمه يسوء حكومة ...*... ويسود فيه الجور والطغيان

حتى بدا (المهدي) يعلن دعوة ...*... في (كردفان) قوامها الإيمان

طلعت طلوع الفجر يجلو نورها ...*... سجف الدجى فاستيقظ الوسنان

لما رماها (الأنكليز) بكيده ...*... طافت عليه كأنها طوفان

وتمخض السودان عن عهد نما ...*... فيه الحجى وتدفق العرفان

وحضارة في قلب (إفريقية) ...*... دهشت لها في (لندن) البيضان

شاد الشيوح به المدارس مثلما ...*... أم المعاهد نشؤه الفتيان

وتقدمت فيه التجارة وأرتقت ...*... فيه الصناعة وازدهى العمران

فإذا الصحاري جنة مخضرة ...*... غناء فيها الروح والريحان

بالأمس نال الزبر من أفنانها ...*... واليوم أتت أكلها الأفنان

ما أمة السودان إلا أمة ...*... عربية وكتابها القرآن

<<  <   >  >>