أرح قلبي برقزقة الأماني ...*... ومتعني بمنظرك النضير
وأنبئني عن الامل المرجى ...*... وحدثني عن الحدث الخطير
فقال: لقد أتيتك من بعيد ...*... فأصغ الي وارو عن الخبير
كما أصغى (سليمان) قديما ...*... الى أنباء هدهده الصغير
سيحمد شعبك العقبى قريبا ...*... ويحرز نصره بيد القدير
ويشهد بعث دولته فيرضى ...*... ويحضى بالهلالي المنير
ويحكم حكمه الشوري حرا ...*... وخير الحكم حكم المستشير
اذا كان الوفاق له دليلا ...*... فمجلوب إلى خير كثير
وان كان الشقاق له سبيلا ...*... فمنكوب بشر مستطير
فقم واهتف بوحدته وحرض ...*... عليها فهي كهف المستجير
وكن عبدا لها واطلب رضاها ...*... ولو بالصبر والذل المرير
أذانات السلام غدا تدوي ...*... فيسكت صوتها صوت النفير
كاني بالجزائر في ابتهاج ...*... بنصرتها على الباغي المغير
لقد شطت فرنسا في أذاها ...*... وحطتها الى الدرك الحقير
سقتها بالعذاب كؤوس صاب سواه ...*... وآخر سقيها شرب المدير
فقل لمن استعار حمى سواه ...*... أعده بغيرمطل للمعير
كأني بالمواكب وهي نشوى ...*... من التحرير ترفل في الحرير
وتهتف للجزائر عابرات ...*... بشتى الطرق تعبق بالعبير
وما شعب الجزائر غير شعب ...*... سخي بالفدى حر الضمير
وحسبك ثورة الأحرار حكما ...*... أخيرا منه في العهد الأخير
لقد ضحى بثورته فأضحى ...*... بها في الصبر منقطع النظير