بدا بدم المستشهدين مضرجا ...*... فضمخ أجواء الجزائر بالعطر
تألق برقا لامعا في سمائها ...*... وحلق يصطاد المشاعر كالصقر
فيا رايتي قد فزت منك بغايتي ...*... وحققت حلمي الحلو فيك بلا نكر
رأيتك تستعلين في الجو فانحنى ...*... إليك فؤادي بالتحية والشكر
وأعلنت بالتكبير لله شاهدا ...*... بكلمته العليا على كلمة الكفر
ويا علمي تحيا على رأس أمتي ...*... شعار شموخ تسحب الذيل بالفخر
وتاج لجين شده بزمرد ...*... هلال عميق زانه كوكب دري
ويا علمي تحيا بأجواء أمتي ...*... وآفاقها بدرا يتيه على البدر
تسير على أضوائه مستدلة ...*... على الهدف المنشود بالأنجم الزهر
ويا علمي إني أرى بك عالمي ...*... بدا بعد ما أخفته عني يد الستر
فأنت حياتي أنت روحي وراحتي ...*... وراحي وريحاني ويسري من عسر
وأنت صدى عزي وأنت ند يدي ...*... وأنت هدى قلبي وأنت مدى عمري
أحييك من قلبي بما أنت أهله ...*... تحية عذري الهوى صادق العذر
يذوب اشتياقا للعناق وطيبه ...*... ولكنه مستعصم بعرى الصبر
رآك رفيعا فاحتفى بك واكتفى ...*... برفع يد حتى اشتفى من لظى الهجر
فيأيها الشعب "الخليلي" (١) محنة ...*... تبارك من أنجاك من لهب الجمر
هنيئا لك النصر المبين فقد بدت ...*... طلائعه مثل التباشير في الفجر
وعاودك الحظ السعيد فعش به ...*... سعيدا مجيدا بالفدى طيب الذكر
وقافلة استقلالنا مستمرة ...*... على السير للأهداف في السهل والوعر
(١) يشير الشاعر إلى إبراهيم الخليل عليه السلام حيث ألقى في النار فأنجاه الله منها وكذلك شأن شعبنا في