فبعد غيابك افتقدتك عشرا ...*... طوالا من ليال كالسنين (١)
تحس كأن مهجتها تلظت ...*... فتسعفها بمدمعها المعين
ولم تلبث بها ان أسلمتها ...*... الى الرحمان صادقة اليقين
وضم ضريحها كنزا دفينا ...*... رعاه الله من كنز دفين
وكان خطاب عرشك مستفيضا ...*... يهز إليك إحساس الأذين (٢)
زأرت به كمثل الليث حرا ...*... فرعت به فؤاد المستهين
وأسفر عن نظام مستقل ...*... مضيء بالمصالح لا دخين
وجاءتك الوفود مهنئات ...*... بنيل مناك من دنيا ودين
فآثرت الجزائر باحتفاء ...*... بمقدم وفدها الحر الامين
تقدمت الجزائر بالتهاني ...*... فأدت يعض حقك كالمدين
وأدلى المغرب الأقصى اليها ...*... ببرهان على الود الكمين
وكيف يصد عنها وهي أخت ...*... تمت اليه بالنسب المتين
وقمت بواجب الشورى مضيفا ...*... لرأيك كل رأي مستبين
تساندك الشيوخ بكل نصح ...*... ويوليك الشباب يد المعين
ويبني باسمك (البكاي) صرحا ...*... سميكا جل عن حجر وطين
فيستقصي دعاة الرأي بحثا ...*... ويقصي كل ذي رأي مهين
ومن ساس المصاعب بالتروي ...*... ألان قيادها للمستلين
ورأيك كالمنار الضخم يهدي ...*... الى شطآنه كل السفين
وفيت فلم تخن للشرق عهدا ...*... ومثلك من رعى عهدالخدين (٣)
(١) تعرب سنين في لغة بالحركات لا بالحروف.
(٢) السامع.
(٣) الصديق.