عوت الكلاب وخارت الأبقار في ...*... هلع كأن قد ألهمت اقبالها
ولعل فيها عبرة لذوي النهى ...*... وهدي يقي النفس اللجوج ضلالها
فالنفس لم تترك غرائز خبثها ...*... والآدمية لم تدع صلصالها
وبنو الجزائر في سفاسف عيشهم ...*... خلف اللذائذ ينشدون وصالها
ترجو الجزائر أن تناضل حرة ...*... عن حقها فيعرقلون نضالها
وتحولت حكامها ظلامها ...*... وتبدلت انصارها خذالها
فلذاك أنذرنا الإله برجة ...*... في كل يوم نسمع استفحالها
كم كرمة ألوت بها وحديقة ...*... عصفت بها ومن استغل غلالها
وسراية قد زينت بأسرة ...*... تؤوي عرائس لا تحد دلالها
خسفت بها فتقوضت وتعوضت ...*... من يمنها شؤما يقبح فالها
لم تبق ربات الحجال بها كما ...*... لم تبق إلا في الحضيض حجالها
كم أسرة في عزها وجلالها ...*... نشأت أضاعت عزها وجلالها
امست مشردة تهيم فقيرة ...*... تبكي سعادتها وتندب مالها
كم مرضع صاد الحمام وحيدها ...*... كالنسر صاد حمامة فاغتالها
فتحرقت حزنا عليه وأعولت ...*... ترجو إغاثة من يعي اعوالها
وخريدة في الآنسات فريدة ...*... نزل البلاء بها فحير بالها
صرخت من الانقاض تسأل نجدة ...*... عجلى فلبى المنقذون سؤالها
خفوا اليها كالوعول تسابقت ...*... نحو المكانس كي تجير غزالها
واستنقذوها من مخالب موتها ...*... والخوف يوشك أن يثير خبالها
فنجت وصحت بالعلاج وأصبحت ...*... برعاية الاسعاف تحمد حالها
إن الجزائر بالجميل مدينة ...*... لمن افتدى الأسر الضياع وعالها