للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عوت الكلاب وخارت الأبقار في ...*... هلع كأن قد ألهمت اقبالها

ولعل فيها عبرة لذوي النهى ...*... وهدي يقي النفس اللجوج ضلالها

فالنفس لم تترك غرائز خبثها ...*... والآدمية لم تدع صلصالها

وبنو الجزائر في سفاسف عيشهم ...*... خلف اللذائذ ينشدون وصالها

ترجو الجزائر أن تناضل حرة ...*... عن حقها فيعرقلون نضالها

وتحولت حكامها ظلامها ...*... وتبدلت انصارها خذالها

فلذاك أنذرنا الإله برجة ...*... في كل يوم نسمع استفحالها

كم كرمة ألوت بها وحديقة ...*... عصفت بها ومن استغل غلالها

وسراية قد زينت بأسرة ...*... تؤوي عرائس لا تحد دلالها

خسفت بها فتقوضت وتعوضت ...*... من يمنها شؤما يقبح فالها

لم تبق ربات الحجال بها كما ...*... لم تبق إلا في الحضيض حجالها

كم أسرة في عزها وجلالها ...*... نشأت أضاعت عزها وجلالها

امست مشردة تهيم فقيرة ...*... تبكي سعادتها وتندب مالها

كم مرضع صاد الحمام وحيدها ...*... كالنسر صاد حمامة فاغتالها

فتحرقت حزنا عليه وأعولت ...*... ترجو إغاثة من يعي اعوالها

وخريدة في الآنسات فريدة ...*... نزل البلاء بها فحير بالها

صرخت من الانقاض تسأل نجدة ...*... عجلى فلبى المنقذون سؤالها

خفوا اليها كالوعول تسابقت ...*... نحو المكانس كي تجير غزالها

واستنقذوها من مخالب موتها ...*... والخوف يوشك أن يثير خبالها

فنجت وصحت بالعلاج وأصبحت ...*... برعاية الاسعاف تحمد حالها

إن الجزائر بالجميل مدينة ...*... لمن افتدى الأسر الضياع وعالها

<<  <   >  >>