أمضوا على الصبر فالعقبى لكم سلفا ...*... ما جزتم نعمة إلا إلى نعم
في الأمر بعض التواء غير ذي خطر ...*... فعالجوا الأمر بالآراء يستقم
سوقوا البراهين ما خفت بكم تهم ...*... إن البراهين لا تبقي على التهم
نحن الدعاة إلى الحسنى فما أحد ...*... منا بمجترح للشر مجترم
ألا فقل للذي بالحرب فاجأنا ...*... لا تلق بالحرب من يلقاك بالسلم
وقل لمن نالنا بالظلم منتقما ...*... حذار من نائل بالعدل منتقم
يا أيها الشعب لذ بالحق معتصما ...*... واركن إلى لائذ بالحق معتصم
لا تفتننك ألحان مزخرفة ...*... غنى بها القوم أوضاعا من النغم
تمحلوا بينات ما لها صلة ...*... بهم سوى صلة الأنوار بالظلم
وكيف يطمع في إيجاد بينة ...*... قوم وجودهم ضرب من العدم؟
ويح الجزائر كم يصلى الهداة بها؟ ...*... من قومهم ضرما يورى على ضرم
يا من تلمس من عاداته حكما ...*... أخطأت ليس سوى القرآن من حكم
الصلح خير وأحرى أن يلاذ به ...*... ما لم تدس حرمات الله بالقدم
طال الشقاق بنايا قوم وافترقت ...*... منازع الهم فاستعصت عن الهمم
هيا بنا نبتهل يا قوم قاطبة ...*... ونرفع الصوت بالشكوى ونحتكم
يا رب من كان في الإسلام مبتدعا ...*... منا فوفقه للإقلاع والندم
أولا فعاجله واكف الشعب فتنته ...*... بما تشاء من الآيات والنقم
يا ويح أنفسنا من كل طاغية ...*... يسومها ألما مرا على ألم
يفح كالحية الرقطاء ممتعضا ...*... منها ويقذف كالبركان بالحمم
بالأمس (كولنبو) أوراها كمثل لظى ...*... واليوم (بيشير) (١) أجراها كمثل دم
(١) شخصيتان فرنسيتان استعماريتان كانت لهما مواقف غير محدودة ضد الحركة التحريرية في البلاد وقد وجه إليهما الشاعر نقده وإنكاره وذكرهما بالصلات القديمة التي كانت بين الخليفة هارون الرشيد وشارلمان ملك فرنسا.