للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حَتَّى [لَقِيتُ] شَيْخًا يُقَالُ لَه زِيَادُ بْنُ جَارِيَةَ التَّمِيمِيُّ، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ سَمِعْتَ فِي النَّفَلِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُ حَبِيبَ بْنَ مَسْلَمَةَ (الْفِهْرِيَّ) يَقُولُ: «شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَّلَ الرُّبُعَ فِي الْبَدْأَةِ، وَالثُّلُثَ فِي الرَّجْعَةِ» (١). ولعل هذا الظمأ إلى طلب العلم أَنْ يكون السبب في سفر عبدان (٢) إلى البصرة ثماني عشرة مَرَّةً ليسمع ما يرويه أهل هذا المصر من السُنَنِ التِي تَفَرَّدَ بها أيوب (٣).

واختلفت أشكال الرحلة وصورها باختلاف الأشخاص والأمصار والأجيال فكان في الراحلين من يمشي على رجليه (٤)، ومن يرتحل وهو ابن خمس عشرة سَنَةً أو ابن عشرين (٥)، ومن يوصف بأنه أحد من رحل وتعب (٦)، أو بأنَّ له رحلة واسعة (٧)، أو أنه أكثر وأكثر الترحال (٨)، أو أنَّ له العناية التامة


(١) " سنن أبي داود ": ٣/ ١٠٦ رقم الحديث ٢٧٥٠ وأخرجه " ابن ماجه " بمعناه: ٢/ ٩٥١ - ٩٥٢ ومكحول هو عالم أهل الشام أبو عبد الله بن أبي مسلم الهذلي الفقيه الحافظ. (انظر ترجمته في " تذكرة الحفاظ ": ١/ ١٠٧ رقم ٩٦).
(٢) عبدان هو أحمد بن موسى الجواليقي (- ٣٠٦ هـ).
(٣) " معجم البلدان ": ١/ ٤١٤ وأيوب هو العالم الثقة الكبير أيوب بن كيسان السختياني، أبو بكر (- ١٣١ هـ)
(٤) كما قيل في أبي موسى الفقيه الحافظ عبد الله بن عبد الغني (- ٦٢٩ هـ). انظر " تذكرة الحفاظ ": ٤/ ١٤٠٩.
(٥) انظر ترجمة كل من أبي يعلى الموصلي الحافظ الثقة المشهور المتوفى ٣٠٧ هـ (" تذكرة الحفاظ ": ٢/ ٧٠٨). ومحمد بن علي الملقب بأبي النرسي (- ٥١٠ هـ). " تذكرة الحفاظ ": ٤/ ١٢٦١.
(٦) كالمفيد أبي البركات ابن المبارك السقطي (- ٥٠٩ هـ) " تذكرة الحفاظ ": ٤/ ١٢٦٠. أثناء الحديث عن الذين ماتوا سنة ٥٠٩.
(٧) كما في ترجمة الشيرازي أبي يعقوب يوسف بن أحمد إبراهيم الصوفي (- ٥٨٥). " تذكرة الحفاظ ": ٤/ ١٣٥٧. وابن متويه إبراهيم بن محمد الأصبهاني (- ٣٠٢ هـ) " تذكرة الحفاظ ": ٢/ ٧٤٠.
(٨) كما في ترجمة الترمذي الكبير المتوفى سنة بضع وأربعين ومائتين. " تذكرة الحفاظ ": ٢/ ٧٤٠.