للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، فقال: لا أطيق ذلك، فقال: ألف مرة صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كل ليلة، قال الدارمي: فأنا أفعل ذلك كل ليلة «١» .

ورئي بعض الصالحين فسئل، فقال: رحمني وغفر لي وأدخلني الجنة، فقيل له: بماذا؟ قال: حسبت الملائكة ذنوبي وصلاتي على النبي صلى الله عليه وسلم فرأوها أكثر، فقال لهم المولى جلّت قدرته: (حسبكم يا ملائكتي، لا تحاسبوه، واذهبوا به إلى جنتي) .

ويروى: أن مسرفا من بني إسرائيل لمّا مات.. رموا به، فأوحى الله عز وجل لموسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام: أن غسّله وصلّ عليه؛ فإني قد غفرت له، قال: يا ربّ؛ وبم ذلك؟ قال: إنه فتح التوراة يوما فوجد فيها اسم محمد صلى الله عليه وسلم، فصلّى عليه، فغفرت له بذلك.

ورأى بعض الصالحين صورة قبيحة في النوم، فقال لها: من أنت؟

قالت: أنا عملك القبيح، قال لها: فبم النجاة منك؟ قالت: بكثرة الصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم.

ورأى بعض الصالحين صالحا على هيئة حسنة، فاستخبره عما عندهم، فقال: كنت من الهالكين لولا كثرة صلاتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: أين أنتم من الرؤية واللقاء؟ فقال: هيهات! قد رضينا منه بدون ذلك.

ورأى الشّبليّ جارا له فسأله، فقال: مرّت بي أهوال عظيمة أرتج عليّ عند السؤال، فقلت في نفسي: من أين أتى عليّ؟! ألم أمت على الإسلام؟! فنوديت: هذه عقوبة إهمالك للسانك في الدنيا، فلما همّ بي الملكان.. حال بيني وبينهما رجل جميل طيب الرائحة، فذكّرني حجتي، فذكرتها، فقلت:

من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا شخص خلقت لكثرة صلاتك على النبي صلى الله عليه وسلم، وأمرت أن أنصرك في كل كرب.


(١) أخرجه ابن بشكوال في «القربة» (٧٣) .

<<  <   >  >>