وحكي عن العارف أبي الحسن الشاذلي رحمه الله ورضي عنه: أنه جاءه السباع بمفازة فخافهم، ففزع إلى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ مستندا إلى ما صح من أنه من صلّى عليه صلى الله عليه وسلم.. صلّى الله عليه عشرا، وأن الصلاة من الله الرحمة، ومن رحمه.. كفاه همه، فنجا بذلك.
وقال أبو بكير: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقلت:
يا رسول الله؛ إن رجلا يكثر الصلاة عليك، قال:«من هو؟» ، قلت:
فلان، قال:«لا جرم أنّ الله أعدّ له مقاما كريما» .
وتوفّي تاجر عن مال وابنين وثلاث شعرات من شعره صلى الله عليه وسلم، فاقتسما المال نصفين وشعرتين، وبقيت واحدة، فطلب الأكبر قطعها نصفين، فأبى الأصغر؛ إجلالا له صلى الله عليه وسلم، فقال له الأكبر:
تأخذ الثلاث بحظّك من المال؟ قال: نعم، ثم جعل الثلاث في جيبه، وصار يخرجها ويشاهدها ويصلّي على النبي صلى الله عليه وسلم، فعن قريب كثر ماله، وفني مال الأكبر، ولمّا توفي الصغير.. رآه بعض الصالحين، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له:«قل للناس: من كانت له إلى الله عز وجل حاجة.. فليأت قبر فلان هذا ويسأل الله تعالى قضاء حاجته» ، فكان الناس يقصدون قبره، حتى بلغ أن كل من عبر على قبره ينزل ويمشي راجلا «١» .
وجاء أبا الفضل بن زيرك خراسانيّ فقال: أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي وأنا بمسجد المدينة وقال: «اقرأ على أبي الفضل منّي السلام» ، فقلت: يا رسول الله؛ لماذا؟ قال:«لأنه يصلّي عليّ في كل يوم مئة مرة» ، ثم سأل أبا الفضل أن يعلمه إياها، فعلمه:(اللهم؛ صلّ على محمد النبي الأمي، وعلى آل محمد، جزى الله محمدا صلى الله عليه وسلم عنّا ما هو أهله) .
(١) ذكر القصة الإمام المجد اللغوي في «الصّلات والبشر» (ص ١٣٥) وعزاها لأبي حفص عمر بن حسين السمرقندي في «رونق المجالس» .