للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الخلق. وهاتان الخصلتان موجبتان لدخول الجنة، ونقيضهما لدخول النار" (١).

عاشراً: الفوز بنعيم الجنة، قال تعالى: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ} [آل عمران: ١٩٨].

الطريق إلى التقوى:

لما كانت التقوى بهذه المنزلة من الأهمية والأثر كان على العاقل أن يسعى لتحصيلها، والمحافظة عليها بعد كرامة الفوز بها، فمن الطرق المعينة على الوصول إلى التقوى:

أولاً: العلم. ويُعنى به: المعرفة الصحيحة لشرع الله تعالى؛ حتى يُعرف الحلال فيؤتى، والحرام فيُترك؛ لأن من جهل الشريعة فلن تتم تقواه.

قال ابن رجب: " وأصلُ التقوى: أنْ يعلم العبدُ ما يُتَّقى ثم يتقي، قال عونُ بنُ عبد الله: تمامُ التقوى أنْ تبتغي علمَ ما لم يُعلم منها إلى ما عُلِمَ منها، وذكر معروفٌ الكرخيُّ عن بكر بن خُنيسٍ، قال: كيف يكون متقياً من لا يدري ما يَتَّقي؟ ثُمَّ قالَ معروفٌ: إذا كنتَ لا تُحسنُ تتقي أكلتَ الربا، وإذا كنتَ لا تُحسنُ تتقي لقيتكَ امرأةٌ فلم تَغُضَّ بصرك، وإذا كنت لا تُحسن تتقي وضعتَ سيفك على عاتقك .. " (٢).

ثانيًا: الزهد في الدنيا. فمن رغب عن الدنيا ورغب في الآخرة أعانه ذلك على التقوى وتحقيقها، وأما من مال إلى الدنيا وشهواتها فإنه سيميل عن التقوى بقدر ميله إلى الدنيا

فـ"من آتاه الله علمًا وزهداً وتواضعًا، وحسن خلق فهو إمام المتقين" (٣).

ثالثًا: محاسبة النفس. فينظر الإنسان أعماله؛ فإن كان فيها خير استمر عليه، وإن كان فيها شر كفها عنه.


(١) تحفة الأحوذي، للمباركفوري (٦/ ١٢٠).
(٢) جامع العلوم والحكم، لابن رجب (٢٠/ ١١).
(٣) إحياء علوم الدين، للغزالي (١/ ٧٥).

<<  <   >  >>