للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عن ميمون بن مهران أنه قال: "لا يكون العبد من المتقين حتى يحاسب نفسه أشدَّ من محاسبة شريكه" (١).

رابعًا: الدعاء. وهذه الطريق من أعظم الطرق، فيدعو المسلم الله تعالى بأن يجعله من زمرة المتقين، وإن ارتقى في دعائه فيدعو بما دعا به عباد الرحمن في سورة الفرقان: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: ٧٤].

خامسًا: مجالسة المتقين، مجالسة حسية ومجالسة معنوية. فالمجالسة الحسية بأن يختار جلساء من أهل التقوى يعينونه على أعمالها، ويحذِّرونه مما يباينها. والمجالسة المعنوية بأن يقرأ أخبار المتقين، ويتتبع سيرهم؛ حتى يقتدي بهم، ويسير على هديهم، وأعظمهم نبينا صلى الله عليه وسلم القائل: (إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا) (٢).

سادسًا: الإيمان واليقين بما أخبر الله تعالى عن جزاء المتقين، فالناظر في الآيات والأحاديث التي تذكر ثواب المتقين، وجزاءهم العاجل والآجل تدفع الموقن بها المصدق بما فيها إلى أن يكون من أهل التقوى حتى يظفر بنتائجها.


(١) إحياء علوم الدين، للغزالي (١/ ٧٥).
(٢) رواه البخاري (١/ ١٦)، ومسلم (٢/ ٧٧٩).

<<  <   >  >>