للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثانيًا: التفكر في لقاء الله يوم القيامة وجزاء الأعمال في ذلك اليوم.

ثالثًا: التزود من العلم النافع الذي يبصر الإنسان بطريقه إلى الله.

ومن أعظم العلم: العلم بأسماء الله وصفاته؛ فإن للعلم بها والتعبد بمقتضاها أثراً كبيراً في سلوك المسلم، قال ابن القيم: " والمراقبة هي: التعبد باسمه الرقيب الحفيظ العليم السميع البصير، فمن عقل هذه الأسماء وتعبد بمقتضاها حصلت له المراقبة، والله أعلم" (١).

رابعًا: مجالسة أهل المراقبة وقراءة أخبارهم ومحاكاة أعمالهم.

خامسًا: التفكر في عواقب المعاصي.

قال ابن الجوزي: " ينبغي لكل ذي لب وفطنة أن يحذر عواقب المعاصي؛ فإنه ليس بين الآدمي وبين الله تعالى قرابة ولا رحم، وإنما هو قائم بالقسط، حاكم بالعدل، وإن كان حلمه يسع الذنوب إلا أنه إذا شاء عفا فعفا كل كثيف من الذنوب، وإذا شاء أخذ وأخذ باليسير، فالحذر الحذر. ولقد رأيت أقواماً من المترفين كانوا يتقلبون في الظلم والمعاصي باطنة وظاهرة، فتعبوا من حيث لم يحتسبوا، فقلت أصولهم، ونقص ما بنوا من قواعد أحكموها لذراريهم، وما كان ذلك إلا لأنهم أهملوا جانب الحق عز وجل، وظنوا أن ما يفعلونه من خير يقاوم ما يجري من شر، فمالت سفينة ظنونهم فدخلها من ماء الكيد ما أغرقهم. ورأيت أقواماً من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق عز وجل إليهم في الخلوات، فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات، فكانوا موجودين كالمعدومين، لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحن إلى لقائهم.

فاللهَ الله في مراقبة الحق عز وجل؛ فإن ميزان عدله تبِين فيه الذرة، وجزاءه مرصد للمخطئ ولو بعد حين. وربما ظن أنه العفو، وإنما هو إمهال، وللذنوب عواقب سيئة. فاللهَ


(١) مدارج السالكين، لابن القيم (٢/ ٦٦).

<<  <   >  >>