للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [النحل: ١٠٧] {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [النحل: ١٠٨]. وذكر تبارك تعالى كون الغفلة سببًا لبعض المعاصي فقال: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} [الأعراف: ١٤٦].

يقول الإمام ابن الجوزي رحمه الله آمراً باليقظة ومحذراً من الغفلة: " أيها الإنسان، -وكلنا ذلك الإنسان- استيقظْ من غفلتك، وهُبّ من رقدتك، قد آن أن يُدعى إليك الطبيب بجميع الدواء، فلا يرجى لك مما نزل بك الشفاء" (١). وقال: "فاحذر الغفلة عن ذكر الله؛ فإنها أصل كل بلية، وجالبة كل رزية" (٢).

وقال:

فانتبهْ من رقدة الغفلـ … ة والعمرُ قليلُ

واطّرحْ سوف وحتـ … ى فهما داء دخيل (٣).

وقال:

ودَعَتْنا المنونُ في سِنة الغفلة … هبّوا واستيقظوا يا أنامُ (٤).

وقال رحمه الله في بيان صفة الغافل: " ما أعجبَ أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه، ويتحقق ضرر حال ثم يغشاه! وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه، تغلبك نفسك على ما تظن، ولا تغلبها على ما تستيقن. أعجب العجائب سرورك بغرورك، وسهوك في لهوك عما


(١) بتان الواعظين ورياض السامعين، لابن الجوزي (ص: ١٦٠).
(٢) التذكرة في الوعظ، لابن الجوزي (ص: ٦٦).
(٣) المدهش، لابن الجوزي (ص: ٥٣٤).
(٤) المرجع السابق (ص: ١٦٣).

<<  <   >  >>