للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

له وأعماله له، ونومه له ويقظته له، وحديثه والحديث عنه أشهى إليه من كل حديث، وأفكاره تحوم على مراضيه ومحابه … " (١).

طرق إصلاح القلب:

إن القلب يحتاج إلى عملية إصلاح ومراقبة كل حين؛ فما أكثر الواردات التي ترد عليه وربما تمرضه وقد تصل به إلى الموت، وهناك طرق لإصلاحه وتجليته، فمنها:

طرق التخلية:

أولاً: ترك الذنوب، قال ابن المبارك:

رَأَيتُ الذُّنُوبَ تُمِيتُ القُلُوبَ … وَقَدْ يُورِثُ الذُّلَّ إِدمَانُهَا

وَتَركُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ القُلُوبِ … وَخَيرٌ لِنِفسِكَ عِصيَانُهَا (٢).

وقال ابن القيم: " الذنوب أمراض القلوب وداؤها، ولا دواء لها إلا تركها، وقد أجمع السائرون الى الله أن القلوب لا تُعطى مُناها حتى تصل إلى مولاها، ولا تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة، ولا تكون صحيحة سليمة حتى ينقلب أدواؤها، فتصير نفس دوائها، ولا يصح لها ذلك إلا بمخالفة هواها، وهواها مرضها، وشفاؤها مخالفته، فإن استحكم المرض قتل أو كاد" (٣).

ثانيًا: التخلص من التعلق بالشهوات، فـ"كيف يُشرقُ قَلْبٌ صُوَرُ الأكوانِ مُنْطَبِعَةٌ في مرآته؟ أمْ كيف يرحلُ إلى الله وهو مكَبَّلٌ بشَهواته؟ أم كيف يطمع أن يدخل حضرةَ الله وهو لم يتطهَّر من جَنَابَةِ غَفَلاتِهِ؟ أم كيف يرجو أن يفهم دقائقَ الأسرارِ وهو لم يَتُبْ من


(١) إغاثة اللهفان، لابن القيم (١/ ٧٠ - ٧٣).
(٢) إعلام الموقعين عن رب العالمين، لابن القيم (١/ ١٠).
(٣) الجواب الكافي، لابن القيم (ص: ٥١).

<<  <   >  >>