للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هَفَواتِهِ؟ " (١).

ثالثًا: تقليل الغذاء البدني، قال ابن رجب: فإنَّ قلةَ الغذاء توجب رِقَّة القلب، وقوَّة الفهم، وانكسارَ النفس، وضعفَ الهوى والغضب، وكثرةُ الغذاء توجب ضدَّ ذلك، وقال الحسن: يا ابنَ آدم، كُلْ في ثلث بطنك، واشرب في ثلثٍ، ودع ثُلُثَ بطنك يتنفَّس لتتفكر، وعن عمرو بن قيس قال: إيَّاكُمْ والبِطنة؛ فإنَّها تُقسِّي القلب، وقال أبو سليمان الداراني: إنَّ النفس إذا جاعت وعطشت، صفا القلب ورقَّ، وإذا شبعت ورويت، عمي القلب" (٢).

طرق التحلية:

أولاً: توحيد الله تعالى ومعرفته والتعلق بالله، قال ابن رجب: " فلا صلاحَ للقلوب حتَّى تستقرَّ فيها معرفةُ اللهِ وعظمتُه ومحبَّتُه وخشيتُهُ ومهابتُه ورجاؤهُ والتوكلُ عليهِ، وتمتلئَ مِنْ ذَلِكَ، وهذا هوَ حقيقةُ التوحيد، وهو معنى {لا إله إلا الله}، فلا صلاحَ للقلوب حتَّى يكونَ إلهُها الذي تألَهُه وتعرفه وتحبُّه وتخشاه هوَ الله وحده لا شريكَ لهُ، ولو كانَ في السماوات والأرض إله يُؤَلَّه سوى الله، لفسدت بذلك السماوات والأرض، كما قالَ تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: ٢٢] " (٣).

ثانيًا: العلم النافع الذي يرسخ في القلوب، قال الحسنُ: العلم علمان: "علمٌ على اللسان، فذاك حُجَّة الله على ابن آدم، وعلم في القلب، فذاك العلم النافع" (٤).

ثالثًا: ذكر الله تعالى، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: ٢٨].

رابعًا: الدعاء، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول: (يا مقلب


(١) شرح الحكم العطائية (ص: ٢٦).
(٢) جامع العلوم والحكم، لابن رجب (٤٩/ ٤).
(٣) المرجع السابق (٨/ ٢٦).
(٤) المرجع السابق (٣٨/ ١٩).

<<  <   >  >>