ومن تتبع نصوص الوحيين سيجد آثاراً حسنة يظفر بها العابد الناسك خاصة إذا عبد الله تعالى على علم وبصيرة، فمن تلك الثمرات الصالحة على وجه العموم:
نيل الأجر والثواب، وطيب العيش ولذة الحياة، والوقاية من الشيطان، والتوفيق في جوانب الحياة المختلفة، والسعادة في الدنيا والآخرة، والفوز برضوان الله وجنته، والنجاة من غضبه وناره.
دعوة إلى العودة:
فهلمّ أخي المسلم، إلى جَنة العبادة بأبعادها كلها، ورابطْ في محاريبها المضيئة، عاملاً للواجبات، هاجراً للمنكرات، مسارعًا إلى القربات، مستحضراً أنك في تجارة رابحة لا يربحها إلا اليقظون والمشمرون والحريصون والمنافسون.
واقتدِ برسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كان أعبد الناس واتقاهم، وأسرعهم إلى الخير وأسبقهم إليه، مع كثرة انشغاله وأعباء رسالته ودعوته، ومع أنه كذلك قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
عن عائشة رضي الله عنها: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال:(أفلا أحب أن أكون عبداً شكورا)(١).
وأيقظْ نفسك من سبات الغفلة إن كنت غافلا، وانتشل نفسك من لهوِ الحياة إن كنت فيه غارقا، واعتق رقبتك إن كنت لدى الهوى رقيقا، وأطلق نفسك إن كنت في قيد التعلق بالحياة الفانية أسيرا.
فما هذه الحياة إلا للعبادة، وما الفائزون فيها إلا أهل المسارعة والزهادة، قال تعالى:{وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}[الإنسان: ٢٥] {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا