للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الإجابة لتكشف أو يسلم الداعي، ومن دعا له" (١).

رابعًا: أنه سبب لنيل محبة الله تعالى، عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم؛ الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز وجل فإما أن يقتل وإما أن ينصره الله عز وجل ويكفيه فيقول: انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه؟ والذي له امرأة حسنة، وفراش لين حسن فيقوم من الليل فيقول: يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد، والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا، فقام من السحر في ضراء وسراء) (٢).

خامسًا: أنه سبيل إلى الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام) (٣).

وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلى والناس نيام) (٤).

سادسًا: الشعور باللذة والراحة والفرح، أيّ ساعة ألذ من لحظات تلك الساعة! وأي حلاوة في لذات الدنيا تفوق حلاوتها؟ فما أغلى لحظات تلك الساعة! فغالي الحياة رخيص معها، وما أعلا تلك اللحظات! وهل للروح مصعد أقرب وأسرع إلى السماء منها؟ وما أطهر تلك اللحظات! فمن تنجس بدنس الذنوب فليرِدْها ففيها مغتسل بارد وشراب. في صلاة الليل الخاشعة يحضر القلب وتسكن الجوارح فيكون للصلاة لذة عظيمة يُستعذب معها طولُ القيام، ويكون للقرآن حلاوة تتسلل إلى النفس حاملة معها حروفًا من نور تتفرع في جوانبها لتضيء حياتها بأسرها، ويمتلئ الصدر سعادة غامرة،


(١) فتح الباري (١٣/ ٢٣).
(٢) رواه الطبراني، المعجم الكبير (١٠/ ٢٠٨) بإسناد حسن.
(٣) رواه الترمذي (٤/ ٦٥٢)، وابن ماجه (١/ ٤٢٣)، وهو صحيح.
(٤) رواه أحمد (٣٧/ ٥٣٩)، وهو صحيح.

<<  <   >  >>