للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

=وكان عبيد بن عمير يقول إذا جاء الشتاء: يا أهل القرآن، طال الليل لصلاتكم، وقصر النهار لصيامكم، فاغتنموا (١).

=وعن داود بن إبراهيم أن الأسد حبس الناس ليلة في طرق الحج، فلما كان في السحر ذهب عنهم، فنزل الناس يمينًا وشمالاً، وألقوا أنفسهم فناموا، وقام طاووس يصلي، فقال رجل لطاوس: ألا تنام؛ فإنك نصبت-تعبت- الليلة؟ قال طاوس: وهل يُنام السحر؟! (٢).

=وقال إبراهيم بن شمّاس: كنت أعرف أحمد بن حنبل وهو غلام وهو يحيي اللّيل (٣).

=وكان محمد بن واسع يصلي في طريق الحج طول ليله، ويأمر حاديه أن يرفع صوته؛ ليشغل الناس عنه. وكان بعضهم يقوم من وسط الليل ولا يدري به، فإذا كان قرب طلوع الفجر رفع صوته بالقرآن يوهم أنه قام تلك الساعة (٤).

=وكان داود الطائي يقول في الليل: همُّك عطّل عليَّ الهموم، وخالف بيني وبين السهاد، وأوثقَ مني اللذات، وحال بيني وبين الشهوات، وا شوقي إلى النظر إليك (٥).

=قال ابن رجب: "من لم يشاركهم في هواهم ويذق حلاوة نجواهم لم يدر ما الذي أبكاهم، من لم يشاهد جمال يوسف لم يدر ما الذي آلم قلب يعقوب!

من لم يبتْ والحبُّ حشوُ فؤادِهِ … لم يدرِ كيف تَفتّتُ الأكبادُ


(١) مصنف ابن أبي شيبة (٢/ ٣٤٤).
(٢) شعب الإيمان، للبيهقي (٣/ ١٦٦).
(٣) الآداب الشرعية، لابن مفلح (٢/ ١٦٢).
(٤) لطائف المعارف، لابن رجب (ص: ٤٣).
(٥) التبصرة، لابن الجوزي (١/ ٣٩٠).

<<  <   >  >>