للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبعد ذلك يتجه إلى الإكثار من صيام النافلة؛ كصيام ستّة أيّام من شوّال، وصيام تسعة من ذي الحجّة، وصوم يوم عرفة منها تحديداً، وصيام يوم عاشوراء ويوم قبله، أو يوم بعده، وصيام أكثر شهر شعبان، وصيام يومي الاثنين والخميس من كلّ أسبوع، وصوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر، وصيام يوم وإفطار يوم.

فإن هذه الأيام فاضلة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأزواجه يصومونها.

وكذلك صامها الصالحون من بعدهم، ومن قرأ سير السلف الصالح وجد العجب العجاب من كثرة صيامهم، وحرصهم على هذه العبادة.

فقد صام منصور بن المعتمر أربعين سنة؛ قام ليلها وصام نهارها (١).

وصام داود الطائي أربعين سنة ما علم به أهله، وكان خزّازاً، وكان يحمل غذاءه معه ويتصدق به في الطريق، ويرجع إلى أهله يفطر عشاء لا يعلمون أنه صائم! (٢).

وعلى المرء إذا رزق التوفيق للإكثار من الصيام أن يصوم صومًا تصوم به جوارحه كلها؛ فيحسن علاقته مع الله تعالى امتثالاً لأمره، وابتعاداً عن نهيه، ويحسن علاقته مع الناس؛ إذ الصيام يهذب النفوس ويصقلها ويربيها ويصلح من شأنها.


(١) صفة الصفوة، لابن الجوزي (٣/ ١١٢).
(٢) صفة الصفوة، لابن الجوزي (٣/ ١٣٥).

<<  <   >  >>