للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صيامك وفطرك سواء" (١).

وقال ابن القيم: " والصائم هو الذي صامت جوارحه عن الآثام، ولسانه عن الكذب والفحش وقول الزور، وبطنه عن الطعام والشراب، وفرجه عن الرفث، فإن تكلم لم يتكلم بما يجرح صومه، وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج كلامه كله نافعًا صالحًا، وكذلك أعماله فهي بمنزلة الرائحة التي يشمها من جالس حامل المسك، كذلك من جالس الصائم انتفع بمجالسته وأمن فيها من الزور والكذب والفجور والظلم، هذا هو الصوم المشروع لا مجرد الإمساك عن الطعام والشراب ففي الحديث الصحيح: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه)، وفي الحديث: (رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش). فالصوم هو صوم الجوارح عن الآثام، وصوم البطن عن الشراب والطعام، فكما أن الطعام والشراب يقطعه ويفسده فهكذا الآثام تقطع ثوابه، وتفسد ثمرته فتصيره بمنزلة من لم يصم" (٢).

قال أبو بكر بن عطية:

إذا لم يكنْ في السمع مني تصاونٌ … وفي بصري غضٌّ وفي مِقولي صمتُ

فحظي إذنْ من صوميَ الجوعُ والظما … وإن قلتُ إني صمتُ يومي، فما صمتُ (٣)

المطلوب:

من عرف قدر الصيام وأثره في العاجل والآجل جدير به أن لا يتوانَى عن المسارعة إليه؛ ابتداء بأداء ما وجب عليه منه؛ من صيام رمضان، وقضاء ما فات منه، وصيام الكفارات والنذور إن كانت عليه صيامًا.


(١) مصنف ابن أبي شيبة (٢/ ٢٧١).
(٢) الوابل الصيب، لابن القيم (ص: ٤٣).
(٣) خريدة القصر وجريدة العصر، للعماد الأصبهاني (٣/ ١١٤).

<<  <   >  >>