للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يذكر الله فيه إلا كان عليه من الله ترة) (١). " أي: نقص وتبعة وحسرة وندامة؛ لتفرقهم، ولم يأتوا بما يكفر لفظهم من حمد الله والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم" (٢).

ثمرات ذكر الله تعالى:

من داوم على ذكر الله تعالى وأكثر منه، بعد أن أدى فرائض الله تعالى؛ فإنه ينال بسببه ثمراتٍ يانعةً في الدنيا والآخرة، فمن ذلك:

أولاً: نيل معية الله تعالى بالتوفيق والرعاية والهداية والحماية

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم) (٣).

ثانيًا: الظفر بذكر الله تعالى للعبد الذاكر، قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: ١٥٢]. وفي الحديث السابق: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم) (٤).

"ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلاً وشرفاً" (٥).

ثالثًا: نيل محبة الله عز وجل، " فقد" جعل الله لكل شيء سببًا، وجعل سبب المحبة دوام الذكر، فمن أراد أن ينال محبة الله عز وجل فليلهج بذكره؛ فإنه الدرس والمذاكرة كما أنه باب العلم، فالذكر باب المحبة وشارعها الأعظم وصراطها الأقوم" (٦).


(١) رواه أحمد (١٥/ ٣٥٧)، وابن حبان (٣/ ١٣٣)، وهو صحيح.
(٢) فيض القدير، للمناوي (٣/ ١٥٠).
(٣) رواه البخاري (٦/ ٢٦٩٤)، ومسلم (٤/ ٢٠٦٧).
(٤) رواه البخاري (٦/ ٢٦٩٤)، ومسلم (٤/ ٢٠٦٧).
(٥) الوابل الصيب، لابن القيم (ص: ٦٢).
(٦) المرجع السابق (ص: ٦١).

<<  <   >  >>