للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تفنى، وقيل: الله أكثر ثواباً وعطاء مما في نفوسكم فأكثروا ما شئتم؛ فإنه تعالى يقابل أدعيتكم بما هو أكثر منها وأجل" (١).

رابعًا: أنه سلاح يقاوم به البلاء، فيرفعه إن كان موجوداً، ويدفعه إن كان غير موجود

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عبادَ الله بالدعاء) (٢).

فـ" (الدعاء ينفع مما نزل) أي: من بلاء نزل بالرفع إن كان معلقًا، وبالصبر إن كان محكمًا فيسهل عليه تحمل ما نزل به فيصبره عليه أو يرضيه به حتى لا يكون في نزوله متمنيًا خلاف ما كان، بل يتلذذ بالبلاء كما يتلذذ أهل الدنيا بالنعماء، (ومما لم ينزل) أي: بأن يصرفه عنه ويدفعه منه أو يمده قبل النزول بتأييد من يخف معه أعباء ذلك إذا نزل به" (٣). وقد قيل: "الدعاء كالتُرس والبلاء كالسهم، والقضاء أمر مبهم مقدَّر في الأزل" (٤).

قال ابن القيم: " والدعاء من أنفع الأدوية وهو عدو البلاء؛ يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه، أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن" (٥).

آداب الدعاء:

الدعاء عبادة من العبادات التي ينبغي معرفة آدابها وأحكامها؛ حتى يظفر المسلم بأجرها، ويحصل على أثرها من الإجابة وغيرها. فربما يدعو بعض الناس دعاء كثيراً ولم تحصل له الإجابة، وقد يكون من أسباب عدم حصول المراد: وجود مانع من موانع إجابة


(١) تحفة الأحوذي، للمباركفوري (١٠/ ١٨).
(٢) رواه الترمذي (٥/ ٥٥٢)، والحاكم (١/ ٦٦٩)، وهو حسن
(٣) تحفة الأحوذي، للمباركفوري (٩/ ٣٧٤).
(٤) المرجع السابق (٦/ ٢٨٩).
(٥) الجواب الكافي، لابن القيم (ص: ٤).

<<  <   >  >>