للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: ٢]. إلى آخر الآية؛ جلس ثابت بن قيس في بيته وقال: أنا من أهل النار! واحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم، فسأل النبي سعد بن معاذ فقال: يا أبا عمرو، ما شأن ثابت؟ أشتكى؟ قال سعد: إنه لجاري وما علمت له بشكوى، قال: فأتاه سعد فذكر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ثابت: أنزلت هذه الآية ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنا من أهل النار. فذكر ذلك سعد للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بل هو من أهل الجنة)، وفي رواية البخاري: (اذهب إليه فقل له: إنك لست من أهل النار، ولكن من أهل الجنة) (١).

موقف امرئ القيس بن عابس رضي الله عنه:

عن رجاء بن حيوة والعرس بن عميرة عن أبيه عدي قال: خاصم رجل من كندة يقال له: امرؤ القيس بن عابس رجلاً من حضرموت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض، فقضى على الحضرمي بالبينة فلم تكن له بينة، فقضى على امرئ القيس باليمين فقال الحضرمي: إن أمكنته من اليمين يا رسول الله، ذهبت -والله أو ورب الكعبة- أرضي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مال أخيه لقي الله وهو عليه غضبان)، قال رجاء: وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً} فقال امرؤ القيس: ماذا لمن تركها يا رسول الله؟ قال: الجنة، قال: فاشهد أني قد تركتها له كلها (٢).

موقف أبي موسى الأشعري رضي الله عنه:

عن أبي بردة قال: دخلت على أبي موسى وهو في بيت بنت الفضل بن العباس


(١) رواه البخاري (٣/ ١٣٢٢)، ومسلم (١/ ١١٠).
(٢) رواه أحمد (٤/ ١٩١)، والبيهقي السنن الكبرى (١٠/ ٢٥٤)، والنسائي، سنن النسائي الكبرى (٣/ ٤٨٨)، وهو صحيح.

<<  <   >  >>