للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عذاب الله (١).

ضمة القبر:

حتى ضمةُ القبر التي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كائنة في القبور على كل إنسان فإنها لا تؤذي المؤمن ولا تضره. فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن للقبر ضغطة، ولو كان أحد ناجيًا منها نجا منها سعد بن معاذ) (٢).

فضمة القبر للمؤمن ضمة رحمة ليس فيها عذاب، وإن كان فيها بعض الألم الذي يذهب سريعًا، وضمة الكافر ضمة سخط فيها عذاب.

وقال الذهبي: " قلت: هذه الضمة ليست من عذاب القبر في شيء، بل هو أمر يجده المؤمن، كما يجد ألم فقد ولده وحميمه في الدنيا، وكما يجد من ألم مرضه، وألم خروج نفسه، وألم سؤاله في قبره وامتحانه، وألم تأثره ببكاء أهله عليه، وألم قيامه من قبره، وألم الموقف وهوله، وألم الورود على النار، ونحو ذلك، فهذه الأراجيف كلها قد تنال العبد، وما هي من عذاب القبر، ولا من عذاب جهنم قط، ولكن العبد التقي يرفق الله به في بعض ذلك أو كله، ولا راحة للمؤمن دون لقاء ربه" (٣).

حديث البراء الطويل:

وما أحسن حديث البراء رضي الله عنه وهو يسوق رحلة الإنسان إلى أول منازل الآخرة، ويذكر ما يلقاه في هذه الرحلة، وما الذي يجده كل امرئ إذا استقر في ذلك المكان المنفرد.


(١) المرجع السابق.
(٢) رواه أحمد (٤٠/ ٣٢٧)، وهو صحيح.
(٣) سير أعلام النبلاء، للذهبي (١/ ٢٩٠)،

<<  <   >  >>