للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالله من عذاب القبر، قال: تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، قالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن .. ) (١).

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو في الصلاة: (اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم) (٢).

وأما المؤمن الذي تهيأ لقبره بالإيمان والتقوى، وباعدَ نفسَه عن أسباب العذاب والسخط، فما أسعدَه في قبره، وما أفسح مكانه فيه، وما أجمل حاله بين جنباته! وما أبعده عن عذاب القبر وعنائه! فإنه ينتقل إلى ذلك المنزل فيُذهِب الله خوفَه، ويرزقه الاطمئنان والأمان. قال رسول صلى الله عليه وسلم: (إن الميت يصير إلى القبر، فيجلس الرجل الصالح في قبره غيرَ فزع، ولا مشعوف (٣) (٤).

وعن البراء بن عازب: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: ٢٧]. قال: نزلت في عذاب القبر، فيقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم، فذلك قوله عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} [إبراهيم: ٢٧] (٥).

قال بشر بن الحارث: "نِعم المنزلُ القبر لمن أطاع اللّه" (٦).

وقال مسروق: "ما من بيت خير للمؤمن من لحده؛ قد استراح من أمر الدنيا، ومن


(١) رواه مسلم (٤/ ٢١٩٩).
(٢) رواه البخاري (١/ ٢٨٦)، ومسلم (١/ ٤١٢).
(٣) الشعف- بشين معجمة وعين مهملة-: شدة الفزع حتى يذهب بالقلب. حاشية السندي على ابن ماجه (٨/ ١٢٠).
(٤) رواه ابن ماجه (٢/ ١٤٢٦)، وهو صحيح.
(٥) رواه البخاري (١/ ٤٦١)، ومسلم (٤/ ٢٢٠١).
(٦) أهوال القبور، لابن رجب (ص: ٢٤٤).

<<  <   >  >>