للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكيف يلذ العيش من كان صائراً … إلى جَدَث تُبلي الشبابَ مناهلُه

ويَذهب رسمُ الوجه من بعد صَونه … سريعًا ويبلى جسمُه ومفاصله (١).

ووجِد على قبر مكتوبًا:

تناجيك أجداثٌ وهنَّ سكوتُ … وساكنُها تحت التّراب خفوتُ

أيا جامعَ الدّنيا لغير بلاغِهِ … لمن تجمعُ الدّنيا وأنت تموت؟! (٢).

ووجِد على قبر مكتوبًا:

الموتُ أخرجني من بيت مملكتي … والتُربُ مُضطجعي من بعد تشريفِ

للهِ عبدٌ رأى قبري فأعبرَه … وخافَ من دهره ريبَ التصاريف (٣).

حفرة من حفر النيران أو روضة من رياض الجنان:

فيا ويل من فارق دنياه إلى تلك الحفرة ولم يكن من أهل الإيمان، بل قَدِمها بالذنوب والعصيان، فهناك العذاب ينتظره، والأهوال تحيط به، والوحشة ترافقه، وتمني العودة إلى الدنيا للعمل الصالح يراوده.

فعذاب القبر لأهله حقٌّ كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عليه الصلاة والسلام: (إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت لله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار، قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار، فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر، قالوا: نعوذ


(١) التوابين، للمقدسي (ص: ١٣٨). وللأبيات قصة.
(٢) أهوال القبور، لابن رجب (ص: ٢٤٤).
(٣) العاقبة في ذكر الموت، للإشبيلي (ص: ٢٠٦).

<<  <   >  >>