للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

للسير في سواء السبيل، فالناس مشتغلون بالفضلات، وهم في قطع الفلوات، وعصافير الهوى في وثاق الشبكة ينتظرون الذبح، وقع ثعلبانِ في شبكة فقال أحدهما للآخر: أين الملتقى بعد هذا؟ فقال: بعد يومين في الدباغة!

* تالله ما كانت الأيام إلا منامًا، فاستيقَظوا وقد حصلوا على الظفر (١).

* ما مضى من الدنيا أحلام، وما بقي منها أمانٍ، والوقت ضائع بينهما (٢).

* العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه.

* إذا حمَّلت على القلب همومَ الدنيا وأثقالها، وتهاونت بأوراده التي هي قوته وحياته؛ كنتَ كالمسافر الذي يحمِّل دابته فوق طاقتها، ولا يوفيها علفها، فما أسرع ما تقف به!

ومشتتُ العزماتِ ينفق عمرَه … حيرانَ لا ظفرٌ ولا إخفاقُ

هلِ السائقُ العجلانُ يملك أمرَه … فما كلُّ سير اليَعْمَلاتِ (٣) وخيدُ (٤)

رويداً بأخفاف المطيِّ فإنما … تُداسُ جباهٌ تحتها وخدود

* من تلمح حلاوة العافية، هان عليه مرارة الصبر.

* الغاية أول في التقدير، آخر في الوجود، مبدأ في نظر العاقل، منتهى في منازل الوصول.

* ألفتَ عجزَ العادة، فلو علتْ بك همتك رُبى المعالي لاحت لك أنوار العزائم.


(١) يعني: لما ورد المؤمنون على الله تعالى وفازوا بالجنة والرضوان أدركوا أن الدنيا كانت أحلام نوم لا حقيقة لها.
(٢) الفوائد، لابن القيم (٤٧ - ٤٨).
(٣) اليعملات: جمع يعملة، وهي الناقة القويةّ على التَّعب. الاشتقاق (ص: ١٥٨).
(٤) يقال: وخد البعير يخد وخداً ووخيداً ووخداناً أسرع ووسع الخطو ورمى بقوائمه كمشي النعام. المعجم الوسيط (٢/ ١٠١٩).

<<  <   >  >>