للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

* إذا أراد القَدر شخصًا بذر في أرض قلبه بذر التوفيق، ثم سقاه بماء الرغبة والرهبة، ثم أقام عليه بأطوار المراقبة، واستخدم له حارسَ العِلم، فإذا الزرع قائم على سُوقه.

* إذا طلع نجم الهمة في ظلام ليل البطالة، وردِفه قمرُ العزيمة، أشرقتْ أرض القلب بنور ربها.

* إذا جنَّ الليلُ تغالبَ النومُ والسهر، فالخوف والشوق في مقدَّم عسكر اليقظة، والكسل والتواني في كتيبة الغفلة، فإذا حمل العزم حمل على الميمنة وانهزمت جنود التفريط، فما يطلع الفجر إلا وقد قُسِّمت السُّهمان، ورُدّت الغنيمة لأهلها (١).

* سفرُ الليل لا يطيقه إلا مضمَّر (٢) المجاعة.

* النجائب في الأول، وحاملات الزاد في الأخير (٣).

* لا تسأم من الوقوف على الباب ولو طُردت، ولا تقطع الاعتذار ولو رُدِدت، فإن فتح الباب للمقبولين دونك فاهجم هجوم الكذابين، وادخل دخول الطفيلية وابسط كف: {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا} [يوسف: ٨٨] (٤).

* يا مستفتحًا بابَ المعاش بغير إقليد (٥) التقوى، كيف توسع طريقَ الخطايا وتشكو ضيق الرزق؟! ولو وقفتَ عند مراد التقوى لم يفُتك مراد.


(١) يشير بهذا إلى العراك المحتدم بين النوم والقيام لصلاة الليل، فإذا انتصر العبد على هواه وآثر السهر على النوم ربح الغنيمة.
(٢) الضمور: قلة اللحم والانكماش. وضمر الفرس للسباق ونحوه ربطه وعلفه وسقاه كثيراً مدة وركضه في الميدان حتى يخف ويدق. المعجم الوسيط (١/ ٥٤٣). والمراد: أن قيام الليل لا يقدر على المداومة عليه إلا الخفيف القوي.
(٣) يعني: أن التقدم لا يكون إلا للمجدِّين، وأما الكسالى فهم في الصفوف الأخيرة.
(٤) فيه دعوة إلى الإلحاح في الدعاء، وعدم اليأس من الإجابة، فلعلها ستأتي بعد حين.
(٥) الإقليد: المفتاح. المعجم الوسيط (١/ ٢٢).

<<  <   >  >>