وبعد هذا التخويف والإنذار، وذكرِ ما أعد الله لمن عصاه في النار، ألا يدعونا ذلك إلى التوبة والادكار، والكف والانزجار عن معصية العزيز الجبار؟
إنه لا ينبغي لأحد أن يأمن على نفسه مهما بلغت طاعته وقربه أن يكون وقودَ النار غدا، قال النبي صلى الله عليه وسلم:(الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك)(١).
وينبغي أن يُعلم أن النار ليست للكفار وحدهم، بل هي أيضًا لعصاة المسلمين إذا وردوا الآخرة غيرَ تائبين ولم تنلهم شفاعة من الشفاعات، فيعذَّبون بقدر ذنوبهم ثم يصيرون إلى الجنة ما داموا عصاة موحدين.
فلأجل هذا على طالب النجاة في الآخرة أن يجعل بينه وبين النار وقاية وهو مازال في الدنيا، وسبب الوقاية منها على سبيل الإجمال هو طاعة الله ورسوله والبعد عن معصيتهما، وعلى سبيل التفصيل فإن الإقبال على أضداد تلك الأعمال المسببة لدخول النار-كما تقدم قريبًا- يقي صاحبه بإذن الله من النار.