للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويذهب عنهم كل قول وفعل باطلين، ويُلهمون التسبيح كما يُلهمون النَّفَس، يتنعمون بذلك ولا يتعبدون، ويحيي بعضهم بعضًا بالسلام.

قال تعالى: {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا} [النبأ: ٣٥]، وقال: {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلامًا سَلامًا} [الواقعة: ٢٥، ٢٦]. وقال: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [يونس: ١٠].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس) (١).

صفة الجنة:

إن نعيم الجنة الذي ينتظر المؤمنين-نسأل الله أن يجعلنا منهم- نعيمٌ لا يحيط به الوصف، فكل ما خطر في بالك ففي الجنة أعظم من ذلك، ففيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

وذلك النعيم الكبير ينقسم إلى قسمين: نعيم حسي، ونعيم معنوي.

النعيم الحسي:

فالنعيم الحسي كثير متعدد، فمنه: ما على أبدانهم من الرُّواء والحُسن. قال تعالى: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} [المطففين: ٢٤].

ومنه: الطعام والشراب، وهو أنواع كثيرة بلغت غاية اللذة في الشكل والطعم واللون والآنية التي تحملها، وقد جاءت في وصفه نصوص متعددة، قال تعالى: {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الواقعة: ٢٠، ٢١]، وقال: {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: ٢٥، ٢٦]، وقال: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي


(١) رواه مسلم (٤/ ٢١٨٠).

<<  <   >  >>