للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَأُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ لَهُ مَقَالِيدُ السَّماوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الشورى: ١٠ - ١٢]. فهل في الكفرة الفجرة المشرعين للنظم الشيطانية، من يستحق أن يوصف بأنه الرب الذي تفوض إليه الأمور، ويتوكل عليه، وأنه فاطر السماوات والأرض أي: خالقهما ومخترعهما، على غير مثال سابق، وأنه هو الذي خلق للبشر أزواجًا، وخلق لهم أزواج الأنعام الثمانية المذكورة في قوله تعالى: {ثَمانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضأنِ اثْنَيْنِ} [الأنعام: ١٤٣]، وأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وأنه له مقاليد السماوات والأرض، وأنه هو الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر أي: يضيقه على من يشاء وهو بكل شيء عليم.

فعليكم -أيها المسلمون- أن تتفهموا صفات من يستحق أن يشرع ويحلل ويحرم، ولا تقبلوا تشريعًا من كافر خسيس حقير جاهل. ونظير هذه الآية الكريمة قوله تعالى: {فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: ٥٩]، فقوله فيها: {فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ} كقوله في هذه: {فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} … " (١) ثم ساق رحمه الله آيات كثيرة تتعلق بهذه المسألة وعلق عليها بما لا مزيد عليه (٢).


(١) أضواء البيان، للشنقيطي (٧/ ٤٩).
(٢) المرجع السابق (٧/ ٤٩ - ٥٤).

<<  <   >  >>